انا الدكتورة رابية حكيم متخرجة من كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة بكلوريوس طب وجراحة عملت كطبيبة مقيمة فى مستشفيات وزارة الصحة مثل قسم القلب فى مستشفى الملك فهد العام بجدة وايضا طبيبة مقيمة فى مستشغى الرياض المركزي بقسم الامراض الباطنية .... التحقت ببرنامج الدراسات العليا قسم الطب النفسي بمستشفى الجامعي بالرياض وكان يراسها ذلك الوقت استاذنا الفاضل الدكتور البروفسور عبدالله السبيعي ولظروف قاهرة لم استطع ان اكمل البرنامج ذلك الوقت .... والحقيقة لا انسي الدعم النفسي الكبير من اساتذتي للمحاولة فى مساعدتى لاكمال مشواري كان البروفسور عبدالله السبيعي يدعمني بخطابات التوصية للجامعة فى بريطانيا .....وبدات رحلة التخصص فى الطب النفسي فى الكلية الملكية بايرلندا ثم الطب النفسي للاطفال من كينكز كولج بلندن ....رجعت عام 2000 وكان علي ان اقرر ...هل ارجع لمستشفيات وزارة الصحة بعد ان قدمت استقالتي منها او العمل فى عيادة خاصة.... قررت ان افتح عيادة صغيرة تجعلنى استطيع ان اطبق ما تعلمته فى بريطانيا من انواع العلاج
مثل العلاج بالالعاب العلاج السلوكي العلاج المعرفي للاطفال وايضا التحضير للاستقبال الطفل مسبقا حسب عمره ومشكلته وايضا تجعلني اتحكم فى عدد الحالات التى اكشف عليها يوميا والتى لا تزيد عن 3 الى 4 اطفال فى اليوم حتى استطيع ان اعطي كل طفل ما يحتاجه من وقت حيث ذلك لم يكن ممكن فى العمل فى المستشفيات الكبيرة
فى عيادة الطب النفسي والارشادى للاطفال بدات منذ عام 2000 واذكر فى البدايات قدمت لوزارة التعليم برنامج لمكافحة التنمر فى المدارس على غرار ما كنت اراه فى المدارس فى بريطانيا حيث كانوا يهتمون بنطبيقه على جميع المدارس
Anti Bullying program
كنت اعالج حالات كثيرة منها النشاط الزائد صعوبات التعلم الخوف المدرسي الخ طبعا كان مهم جدا التواصل مع المدرسة ومعرفة رايهم فى الطفل والتعاون معهم فى تطبيق البرامج العلاجية المقترحة ..وكانت بعض الحالات تحتاج الى علاج دوائي ولكن كانوا الاهل يرفضوا بشدة اعطاء اطفالهم اى ادوية نفسية حتى مع شرحى المفصل الى اهمية الدواء فى بعض الحالات ولكن الرفض كان قاطع بدات بالبحث عن اساليب اخرى تساعد فى العلاج وخاصة وان العلاج السلوكي لوحده لا يكفي احيانا بدات ذلك الوقت تظهر ابحاث فى امريكا واوربا عن اهمية الطعام الصحي والابتعاد عن المواد المضافة والملونة وصلتها بسلوك الاطفال وخاصة حالات النشاط الزائد فبدات تطبيق ذلك على حالات الاطفال التى يرفض الوالدين تناول الادوية ونصحت بالمقابل الابتعاد عن الحلويات والسكريات الملونة والمعلبات والاطعمة المصنعة والمشروبات الغازية لمدة على الاقل اسبوعين كانت النتيجة رائعة كثير من الحالات تحسنت اطفال النشاط الزائد او الخوف والقلق والتبول اللاارادي وكانت حل جيد للاهالى الذين يرفضون ان يعطوا ابناءهم ادوية ... كان ذلك الوقت الابحاث قليلة جدا فى موضوع اهمية الطعام وتاثيرها على سلوك الاطفال ليس مثل الان
شجعني هذا الموضوع فى عمل بحث دراسة معدل انتشار الاطعمة المصنعة مثل المشروبات الغازية والبطاطا شبس والشوربات سريعة التحضير وايضا الحلويات وانتشارها بين الاطفال في المدارس وتاثيرها على المشاكل السلوكية لدى الاطفال مثل اعراض القلق والاكتئاب والنشاط الزائد واستعملت المقياس السلوكي العالمي للاطفال وتمت الموافقة من وزارة التعليم قسم البنين والبنات بتوزيع الاستبان على اطفال المدارس فى مدينة جدة من عمر 7 الى 13 سنة طبعا بالتعاون ايضا مع قسم الابحاث فى مستشفى التخصصى مشكورين وعلى راسهم الدكتور بكر بن صادق حيث كانت توجيهاته باخذ عينات بالتساوى من المدارس شمال وغرب وشرق ووسط وجنوب مدينة جدة لتغطية جميع المناطق بالاضافة الى المدارس الخاصة والحكومية بلغ عدد الاهالى الذين شاركونا فى الاستبان 846 شامل الاولاد والبنات وبعد تحليل الارقام كان هناك فرق واضح على سبيل المثال فى معدلات درجات القلق والاكتئاب بين الاطفال الذين يتناولون هذه الاطعمة اكثر من مرة يوميا او حتى مرة واحدة فى اليوم
ومع الوقت..... بدات تظهر حالات الضعف اللغوى والتوحد وعلى مدار السنوات ازدادت الحالات اكثر واكثر يوميا بين 3 الى اربع حالات ...كان من الصعب وقتها التشخيص فى العمر الصغير فذهبت مرة اخرى فى بريطانيا فى جامعة كامبردج 2005 لكي اتعلم كيف اطبق اختبارات التوحد مثل اختبار ادوس حيث كانت اختبارات ممتازة فى الكشف المبكر على التوحد من عمر 18 شهر حيث به يتم التشخيص وبدا التدخل المبكر
رجعت مرة اخرى من بريطانيا وفتحت عيادتي الصغيرة مرة اخرى بعد ان كنت قد قفلتها وبدات اشخص فى حالات الضعف اللغوي واطبق المقاييس التى تعلمتها والتى تستغرق حوالى الساعة والنصف وكنت اوثق ذلك بتقرير مفصل مكون من ثلاث الى اربع صفحات مع شرح شامل لسلوك الطفل والدرجات التى حصل عليها شخصت حالات كثيرة من عمر السنة والنصف الى السنتين كان هدفي الرئيسي هو انقاذهم من التوحد مستقبلا بسبب التشخيص المبكر وكنا نبدا مع الامهات ارشادات التعليم المكثف واساسيات التدخل الطبي الحيوى كما كان يدعمها مركز ابحاث التوحد فى امريكا فى ذلك الوقت وقمت بتاليف كتاب مختصر يساعد الامهات واسمه دليلك للتعامل مع التوحد ... واثناء تشخيصي .واجهت كثير من التحديات والصعوبات منها ان بعض المختصين الذين يعملون فى المراكز التعليمية كانوا يشككوا الوالدين فى التشخيص او نفيه بدون عمل اى اختبار او بذل اى مجهود مع الطفل ويعتمدوا على مقارنته بسلوك الحالات المتقدمة التى لديهم فى المركز او انه ما زال صغيرا ومن المبكر الحكم عليه او انه مجرد ضعف لغوي يحتاج لوقت لكسب اللغة او ان الحميات لا تاتى بنتيجة او من المحزن منع السكريات والحلويات عنه ...الخ يفقدون الفترة الذهبية التى من الممكن انقاذ الطفل فيها ....
ولكن الان الحمدالله اصبح الوعى كبير جدا وقصص النجاح والشفاء من التوحد تملاء اليوتيوب من حول العالم وهناك اطباء واخصائين على مستوى عالى جدا متخصصين فى عمل الاختبارات فى العمر الصغير وتشخيص الطفل مبكرا ولا يستطيع حاليا احد من الاخصائيين او حتى الاطباء النفي او الجزم بتشخيص التوحد بدون ان يكون طبق الاختبارات الخاصة به واعطاء تقرير خاص بذلك واخيرا اتوجه بالتحية والتقدير لجميع امهات التوحد واريد ان اطمئنهم ان ما تقومون به من تعليم مكثف فى انقاذ اطفالكم لن يضيع ابدا وسوف ترون نتائجه باذن الله هذا ما رايته من خلال خبرتي وتواصلي مع الامهات طوال السنوات الطويلة الماضية والتى رايت حالات شفيت بفضل من الله ثم جهود الامهات ....وفقكم الله ورعاكم وكتب لكم الاجر والثواب
:اهلا باستفساراتكم على بريدى
drrabiahakeem@yahoo.com